إمباير ستيت, سماء زرقاء في نيويورك.

يعد مبنى إمباير ستيت واحدًا من أبرز المعالم العمرانية والتاريخية في العالم. وهو رمز للقوة والعظمة الأمريكية. يقع هذا المبني في قلب مدينة نيويورك، وهو مقر الأمم المتحدة ومنبر للسلام العالمي والتعاون الدولي. إن تاريخ ومكانة مبنى إمباير ستيت يستحقان

مقالة طولية للتعرف على تفاصيله وأهميته الثقافية والتاريخية

صمم مبنى امباير ستيت من قبل وليام ف لامب، ولأكثر من أربعين عامًا، ظل هذا المبنى هو الأعلى في العالم، وقد أصبح رمزًا ثقافيًا للأمريكيين عمومًا ولسكان نيويورك خصوصًا. يرجع ذلك إلى شهرته الواسعة ومشاركته في العديد من أفلام السينما. يُعد هذا المبنى أعلى ناطحة سحاب في مدينة نيويورك منذ سقوط ناطحتي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر 2001م، ويستقبل سنويًا حوالي 3.8 مليون زائر. في الأيام المشمسة، يمكن للزوار من الطابق 102 رؤية مسافة تصل إلى 80 ميل. يحتوي المبنى على ما يقرب من 1000 مكتب ويعمل فيه أكثر من 21000 موظف

:سنتعرف في هذة المقالة علي

موقع مبني إمباير ستيت
معلومات عن البناء والهيكل
الخلفية التاريخية
المخاطر التي تهدد المبني… وكيف يتم التعامل معها و علاجها

نبذة عن الإبتكارات الحديثة المستخدمة في المبني

…و أكثر

لنبدأ مع

موقع وهيكل مبني إمباير ستيت

يقع مبنى إمباير ستيت على جزيرة من شرق نهر هدسون في شارع الخامس في منهاتن، في قلب مدينة نيويورك, الولايات المتحدة الأمريكية

إذا نظرنا إلى ارتفاع المبنى، يبلغ 1,454 قدمًا (أو حوالي 443 مترًا) في قمته، وهذا يجعله أحد أطول المباني في العالم. يمكن الوصول إلى الطابق العلوي الذي يقع على ارتفاع 1,250 قدمًا (أو حوالي 380 مترًا) من سطح الأرض

للوصول إلى القمة، يجب عليك صعود 1,872 درجة، وهو جهد كبير بالتأكيد! ولكن لا داعي للقلق، فالمبنى مجهز بـ73 مصعد أوتيس، مما يتيح للزوار الوصول إلى القمة بسهولة وسرعة

وإذا كنت من محبي التحدي، يمكنك المشاركة في “مسابقة صعود مبنى الإمبراطورية ستيت السنوية“، وهي واحدة من أشهر مسابقات تسلق الأبراج في العالم. في هذه المسابقة، يتنافس المشاركون على صعود المبنى سيرًا على الأقدام، وهي فرصة رائعة لتجربة رياضة مميزة وبالطبع، بالنسبة للزوار العاديين، هناك فرصة رائعة للاستمتاع بإطلالات رائعة من الطابق 102 في أيام مشمسة، حيث يمكنك رؤية مسافة تصل إلى 80 ميل. إن مبنى الإمبراطورية ستيت يُعتبر معلمًا شهيرًا في نيويورك وواحدًا من أبرز المعالم الثقافية في الولايات المتحدة

الخلفية التاريخية لمبني إمباير ستيت الخلفية التاريخية لمبني إمباير ستيت

تم بناء مبنى إمباير ستيت خلال الفترة من عام 1929 إلى 1931، ويعد هذا المبنى واحدًا من نتائج الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة بعد الكساد الاقتصادي العظيم


مبنى إمباير ستيت هو تحفة معمارية تاريخية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعصور الذهبية للمدينة والتاريخ الأمريكي. إليكم خلفية تاريخية أكثر تفصيلاً عن هذا المبنى الشهير:

:الظروف التي أدت إلى بناء المبنى

الكساد الاقتصادي: في أوائل العشرينات من القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة تعاني من آثار الكساد الاقتصادي العظيم، وكان هناك حاجة ملحة لإحياء الاقتصاد وخلق وظائف جديدة. بناء مبنى إمباير ستيت كان جزءًا من جهود تعافي الاقتصاد

:بناء المبنى

التمويل والتمويل العام: تم تمويل بناء مبنى إمباير ستيت جزئيًا من خلال مساهمات من مجتمع الأمم المتحدة، حيث أن المبنى يعتبر مقرًا لهذه المنظمة الدولية. تم أيضًا جمع تبرعات من مشروعات تذكارية وبرامج تمويل عامة لدعم بناء المبنى

البنية التحتية والهندسة: تم استخدام تقنيات هندسية متطورة في بناء المبنى، مما جعله أحد أعلى المباني في العالم في ذلك الوقت. تم استخدام الفولاذ المقاوم للصدأ بكميات كبيرة في بناء الهيكل

:افتتاح المبنى

افتتح مبنى إمباير ستيت رسميًا في 1 مايو 1931، وشهد حفل افتتاح رسمياً حضره العديد من الشخصيات البارزة والمسؤولين الحكوميين. كان هذا الافتتاح حدثًا هامًا في تاريخ نيويورك والولايات المتحدة

البناء والتصميم

:التصميم

الأسلوب المعماري: تم تصميم مبنى إمباير ستيت بأسلوب الفن الحديث (أرت ديكو)، الذي كان شائعًا في فترة العشرينات من القرن العشرين. يتميز هذا الأسلوب بأشكال هندسية هندسية مبسطة ونقوش زخرفية مستوحاة من الفنون المصرية القديمة

الارتفاع الهائل: يعد ارتفاع مبنى إمباير ستيت استثنائيًا. يبلغ ارتفاعه 154.2 مترًا (505 أقدام)، وكان أعلى مبنى في العالم حتى عام 1970. يتألف المبنى من 39 طابقًا، وهو معروف بشكله الرفيع والنحيل

القاعدة الزخرفية: تزين قاعدة المبنى الزخرفية الفريدة التي تضيف إلى جماليته. تم استخدام الجرانيت الرمادي لبناء القاعدة، وتظهر على الجدران نقوش هندسية مستديرة وخطوط أفقية تضيف إلى جاذبيته

النوافذ والتفاصيل: يتميز المبنى بنوافذه الشهيرة، حيث يحتوي على 85 نافذة تمتد على طول الجدران، وهذه النوافذ تضفي على المبنى مظهرًا جماليًا استثنائيًا. يُعد التفاصيل المعمارية الدقيقة والنقوش الزخرفية على الواجهات الجانبية جزءًا من سحر التصميم

:الهيكل والهندسة

الهيكل الداخلي: تم بناء هيكل المبنى باستخدام الفولاذ المقاوم للصدأ، وهو مادة خفيفة وقوية تمكنت من تحقيق ارتفاع كبير دون الحاجة إلى أعمدة داخلية تعيق المساحات الداخلية

السقوف: تم تصميم السقوف لدعم الأعباء الثقيلة وضمان استقرار المبنى في أي ظروف جوية

الإنارة: استخدمت تقنيات إنارة مبتكرة في مبنى إمباير ستيت. في الليالي الخالية من الغيوم، يمكن رؤية إضاءة الأبراج على مسافة بعيدة

:الاستخدامات

بني مبنى إمباير ستيت كمقر للأمم المتحدة ومنذ ذلك الحين، يستخدم كمكتب للأمم المتحدة في نيويورك ويضم العديد من قاعات الاجتماع والمكاتب الدبلوماسية. إن وجوده كمركز دبلوماسي عالمي يعكس أهميته كرمز للتعاون الدولي

باختصار، تصميم وبناء مبنى إمباير ستيت يشكلان مزيجًا فريدًا من الجمالية الزخرفية والهندسة العملية، ويعتبر هذا المبنى واحدًا من أهم المعالم المعمارية والتاريخية في العالم

المخاطر التي تهدد المبني… وكيف يتم التعامل معها و علاجهاالمخاطر التي تهدد المبني… وكيف يتم التعامل معها و علاجها

بعد مرور ما يقرب من قرن، تعرضت العديد من عناصر تصميم المبنى الرئيسية للتآكل بسبب التقلبات الجوية ومرور الزمن، مما أثر على جزء كبير من هذه القطع البارزة وجعلها في خطر الفقدان. اليوم، تم إعادة إنشاء أكثر من 12,000 قدم من الزجاج التاريخي بدقة فائقة على يد فريق من الحرفيين والمؤرخين، حيث أصبح بإمكانهم استعادة تفاصيل هذه القطع بشكل متقن. وتم أيضًا إزالة الرخام التالف واستبداله بقطع جديدة من الحجر. النتيجة هي تجربة فريدة تحترم تمامًا تاريخ هذا المبنى الرائع، والتي تجعل من زيارته تجربة لا تُنسى

وفيما يتعلق بالزجاج التاريخي، يمكن القول: “الزجاج التاريخي هو شاهد على الزمن، ولكنه يحتاج إلى العناية والتجديد للحفاظ على تألقه ورونقه الأصلي. وهذا ما تم تحقيقه بعد عمل متقن واهتمام دقيق”

وعن أهمية الحفاظ على التاريخ والتراث، يمكننا قول: “المحافظة على تاريخنا وتراثنا هي مسؤولية مشتركة، وعملية إعادة إنشاء العناصر التاريخية بدقة تعكس التفاني في الاحتفاظ بذاكرتنا الثقافية وتاريخنا الجميل”

أما بالنسبة لعملية استبدال الرخام، يمكننا القول: “الرخام هو جزء لا يتجزأ من جمالية المبنى، ولكن عندما يتضرر، يجب استبداله بعناية للمحافظة على مظهر المبنى الرائع وإعادته إلى أفضل حالاته

أضواء تجذب الأنظار والقلوب

منذ عام 1976، أصبحت أضواء مبنى إمباير ستيت سمة تميز مدينة نيويورك على الخارطة العالمية. ولقد ألهمت هذه الأضواء خيال العالم لعقود طويلة. تقوم المبنى بالاحتفال بالمناسبات المهمة، الأعياد، والمنظمات الخيرية على مدار العام من خلال تغيير ألوان أنواره. منذ عام 2012، تم تجهيز المبنى بنظام إضاءة حديث يعتمد على تقنية “ليد”، مما يمكنه عرض أكثر من 16 مليون لون مختلف

يمكنك زيارة قناة إمباير ستيت على اليوتيوب لمشاهدة بعض العروض السابقة لأضواء المبنى، وإلقاء نظرة على كيفية الانضمام كشريك في تغيير ألوان الإضاءة

خطوات لتحقيق الاستدامة لإمباير ستيت

تم خلال السنوات العشر الأخيرة تنفيذ تجديد طاقة وتحسين كفاءة مذهل لمبنى إمباير ستيت، وذلك كجزء من برنامج ترميم إمباير ستيت البالغ تكلفته 550 مليون دولار. قام المسئولون عن المبني بالتعاون مع قادة عالميين لاعتماد الممارسات والتكنولوجيا اللازمة لتحويل المبنى إلى رمز لكفاءة الطاقة. تم تنفيذ هذا التحول من خلال استخدام تقنيات حديثة وتطوير مستدام لتقليل استهلاك الطاقة والمساهمة في حماية البيئة. اليوم، يمتلك مبنى إمباير ستيت ليس فقط جمالية معمارية رائعة بل وأيضًا يُعتبر نموذجًا رائدًا في مجال

الاستدامة البيئية والكفاءة في استهلاك الطاقة

هل تريد زيارة إمباير ستيت؟

كما قلنا من قبل، تم تصميم المبني من قبل وليام ف لامب. وتم التخطيط والرسم لهذا المبني بالكامل في خلال أسبوعين فقط

رسوم الدخول لزيارة هذا المكان كما يلي:

الطابق الرئيسي:

للكبار: 32.00 دولار.

لكبار السن فوق 62 عامًا: 29.00 دولار.

للأطفال من 6 – 12 عامًا: 26.00 دولار.

للتمتع برؤية بانورامية 360 درجة من الطابق 86:

تبلغ تكلفة الدخول 55.00 دولار.

من الطابق الرئيسي إلى الطابق الـ86 والطابق 102 المرصد الأكثر شهرة في العالم:

للكبار: 52.00 دولار.

لكبار السن فوق 62 عامًا: 49.00 دولار.

للأطفال من 6 – 12 عامًا: 46.00 دولار.

أما بالنسبة لأوقات العمل، يفتح المكان يوميًا من الساعة 08:00 صباحًا حتى 02:00 صباحًا

أكثر المباني تصويرًا في العالم

في عام 2011، قام باحثو جامعة كورنيل بتحليل ملايين الصور من مختلف أنحاء العالم، واستنتجوا أن مبنى إمباير ستيت هو الهيكل الذي تم تصويره بشكل أكبر من أي هيكل آخر في العالم. إن هذا التحليل يشير إلى مكانة هذا المبنى الرائع كجزء لا يتجزأ من الفن والتاريخ والتراث العالمي، حيث يستمتع به ويصوره الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بمختلف الزوايا والأوقات

في الختام

في الختام، يُعد مبنى إمباير ستيت رمزًا معماريًا وتاريخيًا بارزًا في قلب نيويورك والعالم. تصميمه الفريد وموقعه الاستراتيجي يجعلانه مركزًا حضريًا للأنشطة الاقتصادية والثقافية. على الرغم من مجده، إلا أنه يواجه تحديات بيئية وهيكلية. يجب الحفاظ على هذه الجوهرة المعمارية. إمباير ستيت يمثل تجسيدًا للإنسانية وقدرتها على بناء التحف الفنية وتحقيق الأحلام